عمري فوق الأربعين.. نظري تغير
هناك الكثير من التغيرات تحدث بعد سن الأربعين، منها الفسيولوجي الطبيعي، ومنها ما هو مرضي ويحتاج إلى اهتمام خاص ومتابعة؛ فعدسة العين الطبيعية بعد سن الأربعين تفقد مرونتها وخاصية التركيز والرؤية للأشياء القريبة، وهذا شيء طبيعي بسبب تغيرات في العضلات المهجرية المسؤولة عن هذه الخاصية، وتظهر مبكراً عند الأشخاص الذين نظرهم حاد قبل ذلك، ويمكن أن تتأخر لمرضى قصر النظر، ففي هذه الحالة يعتبر ضعف النظر للأشياء القريبة كالقراءة والخياطة لدى النساء طبيعياً ويحتاج إلى نظارات للقراءة فقط. أما لمرضى السكري عندما يحدث ضعف النظر فيجب عمل فحص دقيق لشبكية العين لاستبعاد أي اعتلال غير طبيعي كاتساع مركز الإبصار أو حدوث شعيرات دموية غير طبيعية أو نزيف في السائل الزجاجي في هذه الحالة العلاج بالنظارة فقط لا يكفي، بل يجب إجراء ليزر للشبكية أو حقن إبر خاصة بحسب رؤية استشاري الشبكية ويحتاج هنا إلى متابعة دورية.
ونرى عادة أن مريض السكر من الممكن أن يحدث له ماء أبيض قبل السن المعتادة، وفي هذه الحالة يجب إزالة الماء الأبيض إذا أدى إلى حجب الرؤية لشبكية العين خلال الفحص أو العلاج بالليزر، أما أكثر أسباب ضعف البصر في نهاية سن الخمسينيات والستينيات هو الماء الأبيض أو الساد، وهو كذلك تغير طبيعي كما يحدث لكثير من خلايا الجسم كتغير لون الشعر إلى الأبيض، وكذلك في هذه الحالة النظارات أو العلاج بالقطرات لا ينفع بل يجب إزالة الماء الأبيض بجراحة بسيطة، وهذه التقنية الحديثة متوفرة في أغلب المراكز الطبية المتقدمة وهي تقنية الفيكو من غير خياطة أو تخدير.
وفي كل الأحوال ينصح دائماً بعمل فحص دوري سنوي بعد سن الأربعين لملاحظة أي تغيرات من بدايتها وتفادي أي مضاعفات لاحقة.
ومن الأسئلة الأكثر شيوعاً لضعف النظر بعد هذه السن هل عمليات تصحيح النظر تنفع في كل الأحوال؟
والجواب هو أن عمليات تصحيح النظر بالليزر أو الليزك تنفع جميع الأعمار فوق سن 18 سنة، ولكن لكبار السن يجب أخذ الحيطة والفحوص الدقيقة لاستبعاد التغيرات المذكورة سابقاً وتنبيه المريض عن احتمالية احتياجه إلى نظارة قراءة بعد الليزر مع العلم بأن الأبحاث لجميع شركات أجهزة الليزك بتسارع الآن لتصحيح قصر النظر الشيخوخي وسوف يرخص ويرى النور قريباً بإذن الله.
د. عبدالرحمن الخلف
استشاري الليزك والماء الأبيض وجراحة القرنية بمركز ابن رشد الطبي