يلاحظ الإنسان و هو يعيش أيام هذا الشهر الفضيل سلوكيات مختلفة للصائمين تختلف عن سلوكياتهم طوال السنة منها ما هو جيد و منها ما هو عكس ذلك و من الأمور التي لاحظتها ما يلي
المزاج السيئ للصائم : مثلاً عندما تتكلم مع أحد الصائمين و تناقشه و احتد النقاش بينكم تجده يقول لك لا تستفزني أنا صائم و ما فاضي لك أو تجده يكون طوال فترة صومه متعكر المزاج هو ليس كذلك ولكنه يتوهم ذلك .
مقولة إني صائم : بصراحة أصبحت هذه المقولة دارجة و بكثرة وكأن هذا الإنسان يريدك أن تعلم أنه صائم فكلما كلمته أو لمسته قال إني صائم .
السرعة في السير قبل المغرب : هذا الشيء يلاحظ بكثرة لدى سائقي السيارات فتراه ينطلق ليلحق الإفطار و إذا به لحق الموت بسبب سرعته الجنونية و الغريب في هؤلاء تمسكهم بالإفطار في بيوتهم فكما هو معلوم أن بعض الدول تفطر أزقة الشوارع حتى تزداد الألفة فلما لا ينزل أخونا في الله و يشاركهم إفطارهم و يوجد في كثير من الدول إفطار للصائمين في المساجد و يوجد موزعي الماء و التمر عند التقاطعات الرئيسية للشوارع و إذا لم يعجبك كل هذا فاذهب إلى إحدى المطاعم و أفطر فيها لكن لا تجعل من ضرورة إفطارك في بيتك سبباً في إلحاق الأذى بك .
عصبية الرجال لدى التحضير لعزايم و ولائم الإفطار : فتجد رب الأسرة يصرخ و يصيح و ين الماء و ين العصير حضرتوا السمبوسة الشوربة جاهزة ليش سكر العصير كثير هات السفرة بسرعة , وتجده ممسكاً بالسفرة بيده و أشياء و تعليقات لا تنتهي و كأنه دعوته للمدعوين للإفطار هي دعوة عامة للنكد على أهل بيته ( خذ الأمور ببساطة و لا تعقدّهاالله يرحم والديك) .
التدخين بعد الفطر مباشرة : وهذا يقع غالباً ممن ابتلي بالإدمان على التدخين فيحس أن معدته خاوية حتى لو أكل المائدة وما عليها من طعام فيفتقد الدخان أنيسه و جليسه ويحن إليه و لا يكاد يصبر على فراقه فتراه بين الآذان و الإقامة للمغرب يدخن و إن استحى من الناس ان يروه أجلّها إلى بعد الصلاة وهكذا يصير عبداً و أسيراً لشهواته بينما تراه يتشدق عليك بأنه حر يفعل ما شاء و يريد بينما الواقع ان شهواته و نزواته هي من تحركه وهذا الشهر فرصةٌ كبيرة لمن أراد الإقلاع عن التدخين فكما صبرت نهاراً كاملاً تستطيع أن تصبر الليل كلّه و تستطيع ألاّ تدخن أبداً بعد انتهاء الشهر الفضيل .
التهاون في صلاة المغرب بسبب الفطر : فترى أغلب المساجد أنه من الصف الثاني و يليه جميعهم لم يدركوا الركعة الأولى و الباقي يصلي مع الجماعة الثانية بسبب انشغالهم ببطونهم و يحق لهم ذلك فالصائم يفرح عند فطره و لكن المفروض أن تأكل ما يسد جوعك و تنصرف لتأدية الصلاة و بعد عودتك منها تفاهم أنت و الطعام كما تريد .
تفويت صلاة العشاء بسبب اللحاق بالتراويح : وهذه تكون غالباً بسبب أن المصلي يريد أن يصلي التراويح في جامعٍ صوت إمامه جميل و لكنه بعيدٌ عنه فإلى أن يصل هذا المصلي إلى الجامع تفوته صلاة العشاء فيضطر أن يصلي مع الجماعة الثانية أو يدخل معهم التراويح بنية العشاء .
الإفطار جهاراً نهاراً في رمضان : و هذه لا يفعله إلا فاسق أذكر أني رأيت العام الماضي و أنا أسير شخصاً يدخن في نهار رمضان و , قصّ علي شخص قبل شهور قصته عندما كان يعمل في النقل فكان يركب معه سائق مسيحي وكان يأكل الطعام في نهار رمضان و أمام المسلم دون مراعاة لمشاعره فما كان من المسلم سوى أن طلب بأن يكون مع سائق مسلم حتى يعينه على صومه وكان له ما أراد .
الاجتماع في الخيم الرمضانية : وهذه الخيم توجد في كثير من الدول العربية وترى فيها الاختلاط و الشيشة والأرجيلة و المعسّل و في بعضها تجد الراقصات يتمايلن على وحدة و نص و هذا كلّه و الناس يدعون في التراويح بأن يتقبل الله منهم صيامهم و قيامهم فشتان بين خيمة المنتدى و بين تلك الخيم منحطة المستوى.
كثرة المسلسلات الرمضانية : وهذه تحتاج إلى موضوع مستقل لشرح أبعادها الدينية و الإعلامية و لكن الملاحظ أن الناس من شدة هوسهم يتم توقيت جدولهم اليومي ( هذا إن كان لهم جدول أصلاً ) على أساس توقيت عرض المسلسلات على الفضائيات .
كثرة الطبخ و النفخ في شهر العفو و الصفح : وسبق أن تحدثت عنه في موضوع في المنتدى قبل أيام وكان بعنوان ( مهرجان الطبخ و النفخ في رمضان ) .
التزاحم على المقاهي و أزقة الشوارع : و يبدأ من بعد صلاة العشاء إلى آذان الفجر و تكون ساعة الذروة وقت صلاة التراويح و بعد الصلاة بساعتين وكلّ هذا من الفراغ فكما قال الشاعر
إن الفراغ و الجِدَه *** مفسدةٌ للمرء أيُّ مفسدة
وأغلب التجمعات تكون على أشياء لا نفع فيها إن لم تكن محرمة .
انتشار الدوريات الرمضانية : وطبعاً المقصود هو بطولات كرة القدم المقامة في الحواري و الأحياء و تبدأ بعد صلاة العشاء و هي ظاهرة بالنسبة لي جميلة حيث تسود الروح الرياضية أغلب اللاعبين و لكن إن شغلت المرء عمّا هو انفع فلا أحبذها .
سماع الأغاني وقت الصيام : طبعاً لن أخوض في مسألة تحريم الأغاني فهي واضحة كالشمس و هل تحتاج الشمس إلى دليلِ و لكن فلنفرض أنك ممن ابتلي بفتوى جواز سماع الغناء هل ترى أنه من المناسب وقت الصيام ان تسمع هذه الأغاني و تشاهدها بكل ما فيها ميوعةٍ وخلاعة و مياعةٍ و صياعة أم تسمع كتاب الله القرآن حتى تفوز بالرضوان و الرحمة والغفران .
السهر ليلاً و النوم صباحاً : وينتج عن هذا السلوك معادلة غريبة و هي أن عدد المصلين في صلاة الفجر يكون أكثر من المصلين لصلاة الظهر و سبب سهر الناس برأيي هو أننا نفطر عند المغرب و بعدها نصلي التراويح ثم لا يتبقى سوى أربع ساعات أو خمس و يحين وقت السحور ثم لا تتبقى سوى دقائق و يحين الفجر فالأفضل أن تكون مستيقظاً طوال هذه المدة و لكن المشكلة أن بعضهم بعد صلاة الفجر حين ينامون لا يستيقظون إلاّ عند العصر أو قبله بقليل .
التزاحم على المساجد : فتجد من لم يحضر المسجد من سنة تجده اليوم لأن اليوم رمضان قبل يومين وفي صلاة الفجر وبعد انتهاء الصلاة التفت خلفي فوجدت أربعة صفوف فقط والباقي فاضي و في أول صلاة فجر في رمضان حضرت قبل الإقامة فوجدت أن المسجد بصفوفه الست ضاق على المصلين فصليت في الساحة الخارجية الصغيرة ذات الصفوف الثلاث و بعد الصلاة تلفت إلى الوراء لأجد أن الصفوف الثلاث مكتملة العدد من حيث المصلين و الناس ينتظرون أن يتم فتح باب الدور العلوي ليتمكنوا من الصلاة و الغريب في الموضوع أن الأطفال الذين أعمارهم لم تتعدى السادسة زاحمونا على الصلاة من حيث عددهم فكان الموقف محزناً مبكياً مضحكاً مفرحاً حزنت لتهاون هؤلاء عن صلاة الفجر قبلها بيوم وعن جدهم واجتهادهم اليوم فماذا حصل عندها تمنيت لو أن السنة كلها رمضان حتى نعمر بيوت الله .
التنقل بين المساجد في التراويح : و سأقف في هذه الظاهرة موقف المحايد فتجد أن كثير من المصلين كل يوم عند إمام ولكن إمام ذو مواصفات خاصة حسن الصوت خاشع التلاوة مجيد في الدعاء و تراه يختارهم على عدد أصابع اليد الواحدة فأصبح لكثير من المساجد زبائنها وكثير منها أصبحت تشكو هجر المصلين لها ولكني أنا أرى أن من يريد أن يصلي التراويح مع إمام سيختم القرآن وهو يريد مساجد تطيل القيام و صوت أئمتها جميل أن يذهب للجوامع الكبرى و أما المساجد التي في الحارات فيصلي فيها الضِعاف من كبار السن ممن لا يستطيعون الوقوف طويلاً و المشغولون بأمور أخرى فيريدون أن يحصلوا على الثواب فيصلون التراويح بسرعة و لهذا تجد أن المساجد الصغيرة تنتهي من الصلاة سريعاً بينما تظل الجوامع الكبرى مستمرة في القراءة بل إن بعضها يصلي نفس دقائق المسجد الحرام من حيث عمر الصلاة و أحياناً يتعداها .
ضرورة ختم القرآن في رمضان : بعض الناس يريد أن يختم القرآن في رمضان فتراه مجتهداً يقرأ في اليوم ثلاثة أجزاء و إذا سألته كما تحفظ لقال ثلاثة أجزاء أو اقل فالأفضل أن يستغل هذا الشهر لزيادة مقدار حفظه من كتاب الله لا أن يختم القرآن سريعاً و إن عزم على الختم و لا مفر فالأفضل أن يقرأه قراءة متأنية يتدبر فيها كلام الله و يفهمه ويرجع إلى تفسير معانية لا أن يقرأه هذرمة كقراءة الجرائد و المجلات و الشعر و المقامة .
التسوق في العشر الأواخر : هذه العادة وهي التسوق ومن دون زعل منتشرة عند النساء و لكن كثرة ترددهم على الأسواق قد يكون لأن الأم تحب أن تشرف على أولادها الصغار عند شرائهم لملابس العيد و لكن لماذا لا يقوم الناس بشراء هذه الملابس قبل العشر الأواخر بخمسة أيام حينها تكون البضاعة الجديدة قد نزلت إلى الأسواق و بسعر أرخص من الليالي العشر و لكن بعض الناس يحب الزحمة و ينشغل بذلك عن صلاة التهجد في الليالي العشر المباركة .
تحرّي ليلة القدر : بعض الناس يحسب نفسه ذكي يقول أحسن أصلي صلاة التهجد في الليالي الفردية و التي تكون ليلة القدر في إحداها و بهذا يقول الذكي متابعاً حديثه و بهذا لا أُتعب نفسي بالوقوف طويلاً والصلاة في الليالي الزوجية من العشر الأواخر و صنف آخر يؤكد أن يوم أمس مثلاً كان ليلة القدر و يجزم بذلك بل ربما حلف من غير ما دليل يؤكد صحة كلامه لكنه يقول في النهاية إحساسي كذا .
التواجد الكبير في المنتديات الإسلامية : وهذه نقطة تُحسب للمشرفين على المنتدى الإسلامي وعليهم أن يستغلوا هذه الفترة في نشر التوعية الإسلامية و نشر رسالة الإسلام الصحيحة و كفانا تشكيكاً في بعضنا و قدحاً في العلماء و الدعاة والبحث والجري خلف عيوبهم و ما قالوا من أقوال أثارت اللغط لديك فدفعتك إلى أن تغلط عليه فهذا لن يفيد الزائر في شيء بل ما يفيده أن يعرف دينه حق المعرفة في العقيدة و التوحيد و ان يعرف غير المسلم حقيقة هذا الدين و يسره و سماحته و أنه خاتم الأديان و أفضلها فأرجو من المشرفين على المنتدى الإسلامي وفقهم الله أن يكثروا من المادة الصوتية الخاصة بالدروس و المحاضرات للمشايخ الأجلاء و العلماء الفضلاء وبارك الله في جهودكم .
أصابعي أصابها الإنهاك و إن كان لديك أخي أو أختي المزيد عن سلوكيات لا تجدانها سوى في هذا الشهر الكريم الرجاء التفضل بذكرها لنا ولكم جزيل الشكر .